يوليو.. حية في القلوب الإفريقية

يوليو.. حية في القلوب الإفريقية
٢١ يوليو ٢٠١٦ - وائل البسيوني
نجحت ثورة 23 يوليو في تحقيق أهدافها منذ أندلاعها علي المستوي المحلي، ثم امتدت أثارها إلي المستوي الإقليمي والعربي، لكن المفاجأة التي صدمت قوي الإستعمار الغربي أن أثار الثورة أمتدت وتوغلت إلي الجنوب لقلب أفريقيا.
فثورة يوليو كانت الدليل علي أن الشعوب المغلوبة والمسلوبة الحرية، قادرة علي الثورة والمطالبة بالتحرر، و فك قيود الإستعباد، و قد وجهت مصر ضربة قاصمة لقوي الإستعمار، بعد نجاح مصر في مواجهة العدوان الثلاثي الغاشم، عقب تأميم قناة السويس، هذا الإنتصار اعطي القوة للشعوب الإفريقية لبدء حركتها التحررية، وأثر الصمود المصري في مواجهة الثلاث دول المتكالبة علي مصر لأسترداد قناة السويس، وملحمة البطولات المصرية، أثره القوي والداعم علي حركة المقاومة الأفريقية للمستعمرين.
يقول الرئيس جمال عبد الناصر من خلال صفحات كتابه " فلسفة الثورة" : اننا لن نستطيبع باى حال من الاحوال -حتى لو اردنا ان نقف بمعزل عن الصراع الدامى المخيف الذى يدور اليوم فى اعماق افريقيا بين خمسة ملايين من البيض ومئة مليون من الافريقيين ،لا نستطيع لسبب هام وبديهى هو اننا فى افريقيا ،ولسوف تظل شعوب القارة تتطلع الينا ، نحن الذين نحرس الباب الشمالى للقارة ، والذين نعتبر صلتها بالعالم الخارجى كله ).
فأهمية ثورة يوليو لدول العالم الثالث، أنها توجهت نحو الإستقلال، وكانت المؤازرة القومية والتكاتف خلال المؤتمرات، التي شاركت فيها مصر بقوة، حيث ترأس وفد مصر في مؤتمر "باندونج" عام 1955، الرئيس جمال عبد الناصر، الذي مثل ذروة مسيرة التضامن الافريقى الاسيوى، حيث اجتمع فيه مندوبون عن حكومات تمثل نحو 1500مليون نسمة من شعوب آسيا وأفريقيا - أى أكثر من نصف سكان العالم- فى باندونج غرب جزيرة جاوة الاندونيسية.
و حقق المؤتمر بعد اسبوع حاسم من العمل المتواصل نجاحاً باهراً ، باتخاذ قرارات تتعلق بقضايا الشعوب، والتعاون بين دول القارتين الآسيوية والإفريقية، وأبرز أوجه التعاون فيما يتعلق بالشئون الاقتصادية، و علي الصعيد السياسي، استنكر المؤتمر السياسة التى تتبعها بعض الدول الاستعمارية لمحاربة الثقافات القومية ، وحثّ المؤتمر الدول المجتمعة على تسوية جميع الخلافات بينها عن طريق المفاوضات وغيرها من الوسائل السلمية.
ونادي المؤتمر بشعارات مثل "التعاي ش السلمى ، والحياد الإيجابى" ، وقد أصبحت الصفة الغالبة والمميزة لدول باندونج أنها "دول عدم الانحياز".
وأيضًا قرار انفصال السودان عن مصر، والذي حدث عام 1956، حيث خرجت مظاهرات في السودان تطالب بالإنفصال، وخرج عبد الناصر للجماهير قائلاً : إن مصر والسودان شعب واحد يجمعهما التاريخ والجغرافيا ولشعب السودان الحق في تقرير مصيره" وعليه وافق علي طلب السودان استقلاله، ولم يكن مقبولًا أن يرفض عبد الناصر في ذلك مطلب الحرية الذي يدافع عنه.
https://www.youtube.com/watch?v=TqURkm48aGk
العديد و العديد من المؤتمرات التي شاركت فيها مصر أو نظمتها من أجل التأكيد علي حرية الشعوب، ومساندتها ودعمها الثورات ضد الإستعمار، فأصبحت مصر تقاوم الاستعمار بإفريقيا، وتدعم الحركات التحررية بعددة أشكال منها تأييد حركات التحرر الإفريقية ومساندتها عسكريًّا وإعلاميًّا وسياسيًّا، ووقفت مصر مع كل حركات التحرير في القارة بدون استثناء، و اتخذت كل حركات التحرر مساندتها ودعمها من مصر، وكانت مصر أول دولة تقدم المساعدات العسكرية لحركات التحرير، وتوفير التدريب لكوادر هذه الحركات في المعاهد و المدارس الحربية.
نعم.. وقفت مصر الحرة لتحرير العالم من القيود وفك أغلال الإستعمار.. لتحقق حلم عبد الناصر في الحرية لكل شعب ولكل مواطن.
ناصر يا حرية أنت حي في القلوب الأفريقية..
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
وائل البسيوني