«تحيا مصر» 1952

شركة الماسة للأمن والخدمات ش.م.م - أمن وحراسة - خدمات امنية

«تحيا مصر» 1952

١٨ يوليو ٢٠١٦ - وائل البسيوني

التنظيم الجيد كان أحد عوامل نجاح ثورة 23 يوليو 1952، و تحقيق أهدافها، و استجابة الشعب المصري لها، و الإلتفاف حول جيشه في مسعاه، و كانت خطوة إعلان الثورة عبر أثير دار الإذاعة المصرية، هامة وضرورية جدة، فالراديو وقتها كان الجهاز الوحيد الذي يصل الناس بالعالم الخارجي، وهو الناقل الوحيد لأخبار العاصمة و الأقاليم.

و لأن الضباط الأحرار كانوا يستوعبون جديًا أهمية إعلام الشعب كله بثورتهم المجيدة، فكان التحضير لإلقاء بيان علي الشعب، البيان الذي كتبه اللواء أركان حرب جمال حماد - أحد تنظيم الضباط الأحرار- والذي ألقاه الرئيس الأسبق محمد أنور السادات - أحد تنظيم الضباط الأحرار- في صباح يوم 23 يوليو 1952، وبعد السيطرة علي الإذاعة المصرية.

وقد اعتاد المصريون علي سماع صوت الإذاعي الكبير فهمي عمر، بعد سماع الموسيقي العسكرية، وقال " عمر" جملته الشهيرة "سيداتى وسادتى أعلنت ساعة جامعة فؤاد الأول السابعة والنصف من صباح الأربعاء الثالث والعشرين من يوليو، وإليكم نشرة الأخبار التى نستهلها ببيان من القيادة العامة للقوات المسلحة يلقيه مندوب القيادة".

وجاء نص البيان:-

"اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم، وقد كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على الجيش، وتسبب المرتشون والمغرضون في هزيمتنا في حرب فلسطين، وأما فترة ما بعد الحرب فقد تضافرت فيها عوامل الفساد، وتآمر الخونة على الجيش، وتولى أمره إما جاهل أو فاسد حتى تصبح مصر بلا جيش يحميها، وعلى ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا، وتولى أمرنا في داخل الجيش رجال نثق في قدرتهم وفى خُلقهم وفى وطنيتهم، ولا بد أن مصر كلها ستتلقى هذا الخبر بالابتهاج والترحيب.

أما من رأينا اعتقالهم من رجال الجيش السابقين فهؤلاء لن ينالهم ضرر، وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب، وإني أؤكد للشعب المصري أن الجيش اليوم كله أصبح يعمل لصالح الوطن في ظل الدستور مجرداً من أية غاية، وأنتهز هذه الفرصة فأطلب من الشعب ألا يسمح لأحد من الخونة بأن يلجأ لأعمال التخريب أو العنف؛ لأن هذا ليس في صالح مصر، وإن أي عمل من هذا القبيل سيقابل بشدة لم يسبق لها مثيل وسيلقى فاعله جزاء الخائن في الحال، وسيقوم الجيش بواجبه هذا متعاوناً مع البوليس، وإني أطمئن إخواننا الأجانب على مصالحهم وأرواحهم وأموالهم، ويعتبر الجيش نفسه مسئولاً عنهم، والله ولى التوفيق".

جريدة اﻻهرام عدد يوليو 1952
جريدة اﻻهرام عدد يوليو 1952

وبعد سماع البيان تعالت الهتافات في الشوارع، وخرج المصريون يحيون جيشهم، وتعالت صياحات الشعب ، مرددين "تحيا مصر"

نعم رددوا تحيا مصر بأعلي أصواتهم، فأصبحت نشيد وطني يتغني به الجميع، ووسامًا علي صدورهم، وتجدد هذا النشيد بعد مرور أكثر من 60 عامًا، ليصبح شعارًا لثورة التنمية والبناء في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

تحيا مصر..تحيا مصر.. تحيا مصر

وائل البسيوني