يونيو.. شهر الانكسار والحرية

شركة الماسة للأمن والخدمات ش.م.م - أمن وحراسة - خدمات امنية

يونيو.. شهر الانكسار والحرية

٦ يونيو ٢٠١٦ - وائل البسيوني

يونيو.. شهر الانكسار والحرية، نعم أنه شهر أوله إنكسار وأخره حرية، فهو الشهر الذي أنتكس فيه العالم العربي أحمع بنكسة 5 يونيو1967 ، فالجميع تجرع مرارة الهزيمة و الإنكسار ، بعد حرب الأيام الستة، بين مصر وأسرائيل، والتي أسفرت عن أحتلال سيناء، هذا الجرح الأثم الذي ظل يدمي قلوب المصريين خاصة والعرب عامة حتي الإنتصار في 1973.

شهر يونيو شاهدًا علي محاولة الشعب المصري تصحيح المسار، والإلتفاف حول زعيمه بعد النكسة والإنكسار، فبعد أن أعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر تنحيه عن السلطة والرئاسة والعودة إلي صفوف الجماهير، خرج الشعب المصري، في الشوارع والطرقات مناديًا رئيسه بعدم التخلي عن مسئولياته، مطالبًا إياه بالوقوف من جديد وبناء الدولة، وتحويل الهزيمة إلي نصر عظيم، كان هذا هو أمل وطموح الشعب المصري، بعد الإلتفاف حول قائده.

"ما أشبه الليلة بالبارحة"، فشهر يونيو شاهد ايضًا علي ملحمة الحرية التي صنعها المصريون لكن بعد مرور 46 عام تخرج الجماهير في الشوارع والميادين، للمطالبة بإسقاط حاكم جاء بالتزوير وخديعة الشعب كرئيس منتخب لصالح عشيرته، هذا الحاكم حول مصر كلها إلي عشيرة واحدة لها الحقوق وتؤدي لها الواجبات، لكن الشعب العظيم الذي لا يقف ابدًا خاو اليدين، منتكس الجبهات، خرج مطالبًا جيشه العظيم بإسقاط تلك الشرعية،التي تحولت لطوفان يأخذ معه الأخضر واليابس، طوفان لو استمر لحول أرض النيل إلي صحراء جرداء، إلا أن الشعب المصري تجمع لمواجهة الطوفان بالإحتماء بسفينة الجيش وقائده، ما أشبه تلك السفينة بسفينة نوح، التي نجت المؤمنيين من الغرق والهلاك، سفينة أستمرت في المسير بخطًا ثابتة وسط طوفان عارم، وعندما خمد الطوفان رست علي أرض الوادي الخصيب.

المشهد الذي التقطته عدسة التاريخ بعد هذا الطوفان، هو خروج المصريين خلف قائدهم، الكل ينتظر من هذا القائد، ولماذا يسير الناس خلفه في خطوط متوازية متناسقة، لا يحيد أحدًا عن الصف والركب، إلا الخونة والمأجورين وهم قلة، إنه قائد فتح الأفاق للحرية والكرامة، لبناء وطن حر كريم، وطن غال بذل فيه الأجداد الغالي والنفيس للحفاظ عليه، فما كان من هذا البطل إلا أن يستلم الراية، ليزيد من خفقانها وفرفتها فوق جبال الكرامة والحرية، هذا القائد الذي التف حوله المصريون بعد الخروج من غياهيب الظلام الدامس، ليخرجوا إلي نور الحرية والبناء.

إنه القائد عبد الفتاح السيسي، الذي أحيٍ الأمال و بعث رسالات الإطمئنان إلي شعبه، بأن القادم أفضل والغد قريب جدًا.

تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر

وائل البسيوني