مفهوم الأمن في الإسلام

شركة الماسة للأمن والخدمات ش.م.م - أمن وحراسة - خدمات امنية

مفهوم الأمن في الإسلام

١٩ مايو ٢٠١٦ - وائل البسيوني

عرف الأمن في الإسلام، علي انه المعني الجامع لكل مفاهيم السلامة والطمأنينة الداخلية والخارجية، مع كفالة الحياة السعيدة للفرد و المجتمع، فالأمن تختلف مفاهيمه لأنه يشمل عدة أنواع، منها الأمن العقيدي، والفكري، والعلمي، والإقتصادي، والسياسي، والعسكري، وحتي الزراعي، والنفسي والأسري.

فسلامة الفرد والمجتمع حِسِّياً ومعنوياً، والطمأنينة وعدم الخوف أو الفزع والهلع، يكفل الحياة السعيدة للفرد والمجتمع، لأنَّه يوفِّر البيئة الصالحة والظروف الملائمة للتطور و التفكير في المستقبل، والتعاون المثمر بين أفراد المجتمع.

و المتأمل في الشريعة الإسلامية وما دعت إليه، يجد أنها أولت أهتمامًأ كبير في الحث علي الأمن والأمان، والتأكيد علي مشروعيته، لأنه من دواعي الفطرة الإنسانية ومتطلباتها تستدعي الاجتماع وتقارب الناس بعضهم مع بعض في مجتمعات، تلك المجتمعات لا يمكن أن تنتظم وتستقر دون أمن يخيم عليها، ودون أمان يظللها.

فمن نصوص القرآن الكريم، التي أوضحت مفاهيم الأمن، يقول الله تعالى: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً"..(أل عمران الأيه 96).وقال تعالى :"أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ"...(العنكبوت 66). وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ)..(البقرة 126).

يقول الله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ)..(النحل 112).

فهنالك عوامل كثيرة كفلت الأمن في المجتمع، والتي علي رأسها تحكيم شرع الله ،ودفع ما يؤذي المجتمع من الأقوال والأفعال، وردع المجرمين، وحثِّ أفراد المجتمع على التحلِّي بالأخلاق، فالإنسان هو جوهر العملية الأمنية، وهو محور الأمن الداخلي والخارجي، وما يحدث في بعض المجتمعات من زعزعة في الأمن وعدم الطمأنينة والاستقرار، يعود إلي عدم الأخذ بالإحتياطات الأمنية.