القناة.. دماء الأجداد وطموح الأحفاد

شركة الماسة للأمن والخدمات ش.م.م - أمن وحراسة - خدمات امنية

القناة.. دماء الأجداد وطموح الأحفاد

٢ أغسطس ٢٠١٦ - وائل البسيوني

أيام وتهل علينا الذكرى الأولي علي افتتاح قناة السويس الجديدة، تلك القناة التي حفرت بسواعد وطموح المصريين في مستقبل أفضل، فالقناة الجديدة شاهد علي تحد المصريين لأنفسهم، وتكاتفهم وتقاسم تحقيق الأحلام، وايضًأ ملحمة جديدة اتحد فيها الشعب وجيشه العظيم.

وهناك قاسم مشترك بين القناة الجديدة والقديمة، وهي أنهما حفرتا بيد المصريين، لكن حفرها الأجداد بالدماء و طورها الأحفاد بالطموح، وبالرغم من أن القناة القديمة، ايضًا حفرت بسواعد المصريين، لكن الدم والعرق أول من جري بمجراها أثناء الحفر، فالمصريون وقتها كانو يحفرون القناة ليست لأنها مشروع قومي، وإنما كمشروع شاهد علي حياة السخرة التي عاش فيها المصريين في هذا الوقت، فهو مشروع وجهت له قوي الإستعمار أنذاك كل التدابير لحفره وجعله حقيقة من أجل تحقيق أهدافهم الإستعمارية، وهناك إحصائيات تقدر عدد العمال المصريين الذين شاركوا في حفر القناة بنحو مليون ونصف المليون مواطن.

والأحداث التاريخية السابقة لحفر القناة، تؤكد أن هذه القناة كانت مشروعًأ قوميًا لمصر علي مر العصور، فكانت هناك عدة مشاريع في العصور الفرعونية لربط البحرين الأحمر و المتوسط، وردمت تلك القناة أكثر من مرة لعدة اسباب اختلفت بإختلاف العصور التاريخية ، وصولاً بحصول الشركة العالمية لقناة السويس البحرية في عام 1858 على امتياز لحفر القناة وتشغيلها لمدة 99 عاما، وبعد إنتهاء هذه المدة تؤول ملكيتها إلى الحكومة المصرية.

"القفة والكوريك" هما أدوات الحفر في يد المصريين، حيث يكركون التراب بأيديهم ويحملونه بعيدًا عن طريق" القفة" علي أعتاقهم التي أجهدها الإرهاق واصاب بعضهم مرض "الكوليرا" فتزايدت أعداد الموتي، وأصبح المشروع طريق "من يذهب لن يعود".

10 سنوات تقريبًا هو الوقت الذي استغرقته حفر القناة، ليتم أفتتاحها عام 1869،كممر مائي، وبلغ طولها وقت الإنشاء 164 كيلو مترا، وعمقها 8 أمتار فقط، ولكن مع التطوير، بلغ طول القناة الحالى 193.3 كيلو مترا، وعمقها 24 مترا، وعرضها 205 أمتار

و تكمن أهمية القناة في أنها الرابط الإستراتيجية بين البحرين والذي سهل عملية التجارة العالمية، فأصبحت حركة الملاحة البحرية العالمية تمر من مصر، لتزيد الأهمية الأستراتيجية لمصر ليس كمعبر ورابط بين أفريقيا وأسيا فقط بل العالم كله.

تحية واجبة وتقدير لكل المصريين الذي شاركوا في حفر القناة، ورحم الله الأجداد الذين حفروا القناة بالدم والعرق دون أن يعلموا بأن طريق الموت هذا هو المعبر لحياة أفضل لأحفادهم و الأجيال القادمة.

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر

وائل البسيوني