البيت الآمن

شركة الماسة للأمن والخدمات ش.م.م - أمن وحراسة - خدمات امنية

البيت الآمن

١٤ سبتمبر ٢٠١٦ - وائل البسيوني

جعل الله عز وجل الأمن والأمان شريعة ومنهاجًا، لتحقيق السلام المجتمعي والأخلاقي بين الأمة المسلمة وغيرها من الأمم، فرفع شعار الإخلاق وإفشاء السلام والأمن، و جعل الله له بيوتًا أمنة في الأرض، يذكر فيها أسمه وهي المساجد.

أما البيت الأمن والذي رفع الله مقامه و جعله مثابة للناس، فهو البيت الحرام قبلة المسلمين ، الذي تهوي أفئدة الناس إليه، وجعله بقعة مباركة، تتسم بجميع سمات الأمن والأمن، يقول الله تعالي ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) (البقرة: 125)

وفي موضع أخر يقول الله في كتابه العزيز ، ﴿وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير﴾ ( البقرة: 126).

و لتحقيق الأمن للناس، جاء وعد الله بأن من دخله سيكون أمنًأ، حيث يقول الله : ﴿فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين﴾ ( آل عمران: 97).

وأقسم الله بالبلد الحرام كبلد أمين، قال - تعالى-:(وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ - وَطُورِ سِينِينَ - وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِين).

كما نهي عن حمل السلاح في مكة أو يسفك بها دم ، ولم يأذن بالقتال فيها الا إذا أعتدي عليها المعتدين، كما قال تعالى : ( وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ ) [البقرة : 191 ].

وقد بعث الرسول يوم فتح مكة منادياً ينادي « من دخل المسجد الحرام فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن».

والأمن والأمان في البلد الحرام لا يقتصر على البشر فالشجر آمن والصيد آمن، كما ورد في صحيح البخاري من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - (لا ينفر صيدها ولا يختلي شوكها) وفي لفظ أخر (ولا يعضد شجرها ).

تلك الوعود الربانية الخاصة بأمن وأمان البيت المعمور، دليل علي أن الأمن من الشروط الهامة في إختيار البلاد، ولا خير في بلد غير أمن، فالإنسان يستطيع أن يعمر بلاد مستقرة أمنة، بعكس الإنسان الذي يحي في بلد غير أمن فإن حياته يعمها الفوضي، و كل مجهوداته تذهب هباءًا.

وختامًا فإن الأمن من أهم المعايير التي توزن بها البلاد؛ فالأمن نعمة، و طمأنيية النفس وزوال الخوف أسسه، ومع تفشي الأمن يسود النماء و الخير.

كل عام والبيت المعمور أمن وعامر بحجاج بيت الله، وجعلنا الله من ضيوفه في بيته الحرام في الأعوام التالية.