64 عاماً علي الثورة الملهمة

شركة الماسة للأمن والخدمات ش.م.م - أمن وحراسة - خدمات امنية

64 عاماً علي الثورة الملهمة

١٧ يوليو ٢٠١٦ - وائل البسيوني

أيام وتهل علينا الذكري الـ 64 لثورة من أعظم ثورات التاريخ المعاصر، والتي غيرت ملامح الإرادة الوطنية، و جددت من ثقة وعزم وإرادة شعب، لتصنع ملحمة وطنية، هدفها المواطن و مظلتها سيادة الأرض.

ثورة 23 يوليو 1952، الخالدة في الذاكرة العالمية، أطلت علي الجميع بمبادئ سامية، وتنظيم محكم وإرادة واثقة العزم علي التغير، فأصبحت ثورة ملهمة للشعوب الأخرى، لتأخذ طابع العالمية، وبعدها اتجهت بعض الشعوب لتبني حركة الإستقلال و التحرر و النهوض من أجل قومياتهم، وأصبحت المبادئ السامية لثورة 1952 رمزًأ متجددًا حيًأ علي ألسنة الزعماء الذين تزعموا حركات التحرر في بلادهم.

وقبل مرور 60 عامًأ علي ثورة يوليو، أطلت مبادئها و أهدافها من جديد علي الساحة المصرية، من خلال ثورة 25 يناير، التي نادت بـ" عيش - حرية - عدالة أجتماعية"، هذا الشعار الذي يعد نسخة مصغرة من أهداف ثورة يوليو، والتي حفظها المصريون عن ظهر قلب، 6 أهداف للثورة هي القضاء على الاستعمار وأعوانه من الخونة المصريين، و القضاء على الإقطاع، والقضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم، إقامة عدالة اجتماعية، إقامة جيش وطني، إقامة حياة ديمقراطية سليمة.

ومن خلال تلك الأهداف انبثقت مبادئ الثورة، والتي عمل قادتها علي تحقيقها، و التي بدأت محاولاتها ببناء مجتمع جديد، بوضع نظام ديمقراطي سليم ، قادر علي مواجهة التشويه السياسي، الذي حاول محو معالم الوحدة الوطنية، فكان المبدأ الأول هو وضع نهاية للاحتلال البريطاني، وأعوانه من المصريين الخائنين، بالتصدي للقوات البريطانية المرابطة في منطقة قناة السويس، وثاني تلك المبادئ القضاء على الإقطاع الزراعي الذي كان يمارس ضد الفلاحين، و القضاء على الرأسمالية والاحتكار الشخصي، بالإضافة إلي تحقيق العدالة اجتماعية بين طبقات الشعب.

ومن أهم تلك المبادئ بناء جيش قومي قوي، جيش قادر علي التصدي للمؤامرات الخارجية، ووالتي حاولت إعاقة تطوير العسكرية المصرية.

لم تنحصر أهداف ومبادئ الثورة علي المستوي المحلي لشعب مصر، وأنما رسمت لنفسها طابع قومي، من خلال سياستها الخارجية، والتي أصدر الرئيس جمال عبد الناصر مقترحًا للعمل في 3 ميادين لمصر، ضمن كتاب "فلسفة الثورة"، الميدان العربي، هو أول تلك الميادين، و يليه الأفريقي ثم الإسلامي.

فثورة يوليو لم تكن ثورة لجيش وطني لبناء بلاده فقط وإنما خارطة طريق لمصر وللأمة العربية والإسلامية والإفريقية.