ننشر نص كلمة "السيسي" أثناء الترحيب بالرئيس الفرنسي

شركة الماسة للأمن والخدمات ش.م.م - أمن وحراسة - خدمات امنية

ننشر نص كلمة "السيسي" أثناء الترحيب بالرئيس الفرنسي

٢٤ أبريل ٢٠١٦ - شركة الماسة للأمن والخدمات ش.م.م

ألقي رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، كلمة فى المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، الذي عقد الأسبوع الماضي.

وقال الرئيس في كلمته:

إنه لمن دواعى سرورى أن أرحب بفخامة رئيس الجمهورية الفرنسية "فرنسوا هولاند" فى القاهرة ضيفاً عزيزاً على مصر، قيادةً وحكومة وشعباً.

وأنتهز هذه الفرصة لأعرب لفخامته عن أصدق مشاعر الود والتقدير التى يكنها الشعب المصرى له شخصياً ولدولته وشعبها الصديق، إذ تشهد العلاقات الثنائية تنامياً ملحوظاً على جميع الأصعدة بما يعكس الإرادة المشتركة للارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً.

وتأتى زيارة الرئيس الفرنسى فى هذا التوقيت لتؤكد مجدداً على التطور الذى تشهده العلاقات بين البلدين، ولتضيف خطوة جديدة إلى ما شهدته زيارتى إلى باريس فى شهر نوفمبر عام 2014 من انطلاقة حقيقية للعلاقات المصرية الفرنسية، ورغبة فى تعزيز أواصر التعاون على مختلف الأصعدة.

استعرضت والرئيس "هولاند" مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين بلدينا، حيث أعدنا التأكيد على تمسكنا بثوابت العلاقات الوطيدة القائمة بين مصر وفرنسا، وعلى استمرار تبادل اللقاءات رفيعة المستوى ومواصلة التشاور بشكل متعمق بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، واستمرار التعاون بين البلدين فى مختلف المحافل الإقليمية والدولية.

ومن هذا المنطلق، اتفقنا على تنشيط حركة التبادل التجارى بين بلدينا واستعرضنا الفرص الواعدة المتاحة للاستثمار فى مصر فى مختلف القطاعات وفى المشروعات الكبرى التى دشنتها مصر، كما استأثر تطوير التعاون فى مجال الطاقة التقليدية والمتجددة والنقل بجانب مهم من مباحثاتنا، وذلك فى إطار خطط مصر الطموحة للتنمية وتوفير احتياجاتها من الطاقة.

يكتسب أيضاً لقائى مع الرئيس "هولاند" أهمية خاصة فى ظل خطورة التهديدات الإرهابية التى أصبحت تواجهنا جميعاً سواء فى منطقة الشرق الأوسط أو فى أوروبا، الأمر الذى بات يستلزم تنسيقاً أكبر للجهود المبذولة لمواجهة التحديات، وتعاوناً أكثر لفهم طبيعتها واستكشاف سُبل مواجهتها بنجاح من خلال مقاربة شاملة لا تقتصر فقط على المعالجة الأمنية، ولكن تشمل أيضاً مواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة التى تستند إليها فى أنشطتها وهو ما يتطلب معالجة فكرية وثقافية وإعلامية شاملة.

كما تدعونا ظاهرة المقاتلين الأجانب إلى التفكير المدقق فى الأسباب التى تدعو بعض العناصر للانجذاب إلى الفكر المتطرف.

ولقد تصدت مصر بقوة لمواجهة التيارات المتطرفة إدراكاً منها لما تحمله أفكارها من فوضى وما تروج له من مبررات لإحكام قبضتها على مقدرات الشعوب، حيث نؤمن بأن أى تنظيمات أو جماعات تعمل أو تحرض على تقويض سلطة الدولة والسيطرة على مساحات من الأراضى وعلى إخضاع المجتمعات والشعوب لإرادتها بقوة السلاح إنما هى تنظيمات وجماعات إرهابية يتعين مواجهتها ومكافحتها بشتى الوسائل وتجفيف منابع تمويلها ومدها بالسلاح.

من جهة أخرى، ناقشت والرئيس "هولاند" جهودنا المشتركة لتسوية الأزمات فى المنطقة وفى مقدمتها جهود إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصولاً إلى تنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وكذلك ضرورة ضمان وحدة وسيادة واستقلال الأراضى الليبية وتمكين الحكومة الليبية من الاضطلاع بمسئولياتها، ووحدة أراضى العراق وتحقيق الوفاق بين مختلف مكوناته الوطنية، ودعم جهود مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تنسيق الجهود للتوصل إلى حل سياسى فى سوريا يحافظ على كيان الدولة ووحدة واستقلال أراضيها وينهى معاناة الشعب السورى المستمرة منذ ست سنوات.

وختاماً، يهمنى التأكيد على أن علاقات التعاون الوثيقة التى تجمع بين مصر وفرنسا فى مجالات شتى توفر لنا أساساً متيناً للارتقاء بعلاقاتنا السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والاجتماعية، والثقافية، وأود مرةً أخرى أن أرحب بفخامة الرئيس "هولاند" والوفد الفرنسى المرافق له، وإننى على ثقة بأن المباحثات التى ستجرى بين مختلف المسئولين المصريين مع نظرائهم الفرنسيين خلال هذه الزيارة سوف تُثمر عن تطوير علاقاتنا الوثيقة وصولاً لتحقيق غايات شعبينا الصديقين.