عيد شهداء الشرطة

شركة الماسة للأمن والخدمات ش.م.م - أمن وحراسة - خدمات امنية

عيد شهداء الشرطة

٢٤ يناير ٢٠١٦ - وائل البسيوني

لم تنقطع قرابين التضحية بالدماء من أجل الحفاظ علي ارض مصر، علي مر العصور المتعاقبة، تلك القرابين التي يقدمها رجال الجيش والشرطة، كل في مكانه يحمل سلاحه، ليخلد يوم 25 يناير 1952 أروع صور التضحية والفداء من قبل رجال الشرطة " البوليس أنذاك" في الدفاع عن الأرض وعدم الإستسلام للمحتل.

جذور المعركة التي ناضل خلالها أبطال الشرطة في ذاك اليوم، بدأت عندما رفض رجال الشرطة تسليم مبني محافظة الإسماعيلية للقوات البريطانية، التي ثارت بعد إعلان مصطفي النحاس رئيس وزراء مصر إلغاء معاهدة 1936، فإلغاء الحماية البريطانيةعلي مصر وفقًا للمعاهدة، وتحقيق الإستقلال كان مطلبًا شعبيًا، استجابت له حكومة الوفد برئاسة النحاس باشا في 8 أكتوبر 1951، علي إثر هذا الإعلان دارات العديد من المعارك في منطقة القناة، تكاتف خلالها رجال الشرطة مع الفدائيين ضد القوات البريطانية، معارك غير متكافئة بين جيش مجهز و الفدائيين، الذين تجمعوا من محافظات مصر، يقاتلون بأسلحة متواضعة، إلا أن حماستهم وشجاعتهم وإيمانهم بقضيتهم أنتضرت علي علي قوة السلاح، وكبدوا الإنجليز خسائر فادحة. سلم القائد البريطاني بمنطقة القناة " أكسهام" إنذارًا لقوات الشرطة المدافعة عن محافظة الإسماعيلية، فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير 1952 ، يطالبهم خلاله بالإنسحاب عن منطقة القناة بعد تسليم اسلحتهم، إلا أن قوات الشرطة رفضت تسليم المبني والإنسحاب، لتحاصر القوات البريطانية المبني، مطلقة نيران مدافعهم صوب القوات المحاصرة، لتدور أحداث معركة غير متساوية القوة بين الطرفين، وشهدت المعركة سقوط نحو 50 شهيدًا و العديد من الجرحي، بعد صمودهم في المعركة بقيادة النقيب مصطفى رفعت.

بعد قيام ثورة يوليو 1952، أقامت الدولة نصب تذكاري تكريمًا لشهداء الشرطة الذين استشهدوا خلال صمودهم في معركة الإسماعيلية، وفي عام 2009، اصدر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، قرارا بإعتبار هذا اليوم إجازة رسمية في الدولة، وعيدًا قوميًا في الاسماعيلية تقديرًا لجهود رجال الشرطة. و تتوالى الإحتفالات في هذا اليوم كعيدًا للشرطة، فهو بحق عيد شهداء الشرطة، الذي يخلد قصة معركة كفاح ونضال مؤسسة تقدم قرابين التضحية و الفداء كل يوم للحفاظ علي أمن ورفعة وسلامة هذا الوطن.

فتحية واجبة لرجال الشرطة في عيدهم، وتحية شكر وإعزاز لكل من قدم روحه فداءًا لأرض هذا الوطن الخالد.

وائل البسيوني